استضاف مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى ورشة عمل فنية بعنوان «رواية القصص»، قدمها طلال الأسمني من قسم المحتوى الروائي بـ«إيمج نيشن أبوظبي»، إحدى الشركات الرائدة في مجال الإعلام والترفيه في العالم العربي، استعرض خلالها الخطوات التي يجب على صناع الفيلم اتباعها لرواية قصة ما من خلال أعمالهم السينمائية. واكتفى الأسمني بطرح النموذج الكلاسيكي لكتابة القصة الذي يعتمد على بداية ووسط ونهاية تتخللهم عقدة، وهو النموذج الأقدم الذي حدده أرسطو في كتابه فن الشعر قبل أكثر من 2500 سنة، وحدد الأسمني عناصر القصة بالرسالة التي يريد المبدع تقديمها إلى المتلقي، والتي يتوقف عليها اختياره للشخصيات التي سيقدم تلك الرسالة من خلالها، موضحاً أن الرسالة ليست من الضرورة أن تحتوي على مسلمات، لكنها قد تصل من خلال هدم بعض المسلمات وإعادة تعريفها من جديد، بما يتناسب وسياق الأحداث، ثم تأتي الدراما التي تخلق العقدة لتأخذ الأحداث إلى ذروتها الدرامية، من خلال تحديد هيكل القصة التي ستدور من خلالها الأحداث لعمل الحبكة الدرامية. وعرض نماذج من الأفلام لشرح الرسالة التي يوجهها الفيلم، مستشهداً بفيلم (تيتانك) الذي يرى أن رسالته الأساسية هي الحفاظ على الحياة والتمسك بها، وكذلك فيلم (إي تي) الذي يسعى لترسيخ قيمة التسامح. وتخللت الورشة نقاشات عدة بين مؤيد للشكل الكلاسيكي لرواية القصة سينمائياً باعتبارها النموذج الأكمل والأقرب للسينما الواقعية، وبين معارض للتمسك بتلك القواعد في السرد السينمائي، خاصة أن السينما العالمية قد تجاوزت الشكل الكلاسيكي في العديد من الأعمال التي حفرت لنفسها مكانة متميزة باعتبار السينما فناً بصرياً يعتمد على الرؤية البصرية أولاً وأخيراً.
Add a Comment