وسط حضور غفير من صنّاع السينما في الإمارات والخليج، وطموحات بعودة الحراك إلى المشهد السينمائي في الدولة، انطلقت مساء أمس، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان العين السينمائي، التي تقام تحت شعار «سينما المستقبل»، بالعرض الأول للفيلم المصري «الكنز: الحب والمصير»، بحضور مخرج الفيلم شريف عرفة.
سبق حفل افتتاح المهرجان، الذي يقام تحت رعاية الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مراسم السجادة الحمراء، التي سادتها أجواء التفاؤل بالوافد الجديد، وشهدت حضور عدد كبير من الفنانين والمخرجين من الإمارات والخليج، إلى جانب أعضاء لجان تحكيم مسابقات المهرجان. كما شهد الحفل تكريم أربعة من روّاد الفن والسينما في المنطقة، وهم: الفنانة حياة الفهد، والمخرج والسينمائي مسعود أمرالله، والكاتب والسينمائي عبدالرحمن الصالح، والفنان إبراهيم الحساوي.
وأعرب مدير المهرجان، عامر سالمين المري، في كلمته، عن طموحه أن تكون دورة المهرجان هذا العام داعماً حقيقياً لسينما المستقبل، ونافذة يطل من خلالها كل المبدعين الشباب الجدد في عالم السينما، ومن ثم إحداث الحراك الفني الذي ينعكس بشكل إيجابي على صناعة السينما المحلية، وأن يستمتع الجمهور والنقاد وكل محبي الفن السابع، من خلال باقات العروض السينمائية، خصوصاً أن المهرجان في رحلته الأولى نحو التأسيس والانطلاق، التي بدأها بشكل بسيط، ومع فريق عمل متواضع، يسعى إلى تواصل حقيقي بين المبدعين كافة، من أجل ملاحقة التطوّرات التي تشهدها السينما العالمية، ومن ثم إثراء محتوى فني يحلق في فضاء المنطقة، تعويضاً عن المهرجانات المحلية التي توقفت في الفترة الماضية. وأضاف: «تشهد المرحلة الحالية زخماً فنياً وسياحياً ضخماً، فضلاً عن احتضانها هذه الدورة الجديدة التي نأمل بأن تكون البداية الحقيقية لسينما تعبّر عن المستقبل وتتفاعل معه، في ظل التحديات الجديدة التي تشهدها السينما الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية على حد سواء».
وأشار سالمين إلى أن المهرجان يسلط الضوء على مدينة العين وجهة سياحية متميزة، لتصبح مثل المدن الأوروبية التي أقيم بها العديد من المهرجانات، التي جعلتها من المدن الشهيرة ووجهة سياحية أولى لكل الزوار، فالمهرجان سيكون بمثابة منصّة تجمع صنّاع «الفن السابع» في حب السينما والسياحة في العين، للاستمتاع بواجهتها الحضارية الغنية بالتراث والمواقع الأثرية، لتكون بمثابة استوديو مفتوح لجذب صنّاع السينما من جميع أنحاء العالم، لتصوير أعمالهم السينمائية في مناطقها ومواقعها غير المستهلكة في عمليات التصوير. لافتاً إلى تزامن انطلاق دورة المهرجان الأولى مع «عام التسامح»، الذي يؤكد نهج دولة الإمارات في نبذ الكراهية واحترام الآخر والتعايش السلمي على أرض تحتضن العديد من جنسيات العالم في إطار إنساني رحيب.
وأوضح مدير المهرجان أن الدورة الأولى استقبلت أكثر من 350 فيلماً، اختير منها 67 فيلماً من مختلف دول العالم العربي، لتتنافس في مسابقات المهرجان المختلفة، إلى جانب مبادرة المهرجان في إطلاق برنامجين خارج المسابقة الرسمية، هما «برنامج سينما التسامح»، و«برنامج سينما العالم»، ليقدما توليفة غنية من الأفلام التي تبرز مفهوم التسامح والتعايش في الإمارات التي تجمع أكثر من 200 جنسية، وعرض أفلام من مختلف العالم لتبادل الخبرات والثقافات السينمائية، فضلاً عن إقامة ندوات وورش عمل حول صناعة السينما ودعمها وتطورها في الإمارات والمنطقة، كما سيشهد المهرجان توقيع اتفاقية تعاون مع مهرجان «نيودلهي السينمائي»، وشراكة سينمائية مع مهرجان «الشباب السعودي للأفلام»، بهدف دعم الأفلام الإماراتية والخليجية وتسويقها خارج النطاق المحلي.
جلسات وندوات
إلى جانب عروض الأفلام، يشتمل برنامج فعاليات المهرجان على عدد من الفعاليات والندوات، حيث تقام اليوم جلسة حوارية بعنوان «البرنامج الوطني لدعم الأفلام الإماراتية» – المجلس الوطني للإعلام، وورشة عمل بعنوان «رواية القصص»، يلقيها طلال الأسمني من «إيمج نيشن»، إلى جانب مؤتمر صحافي لفيلم «الكنز: الحب والمصير».
Add a Comment